Skip to product information
1 of 1

nawa

فنجان قھوة بصحبة جاك بریفیر

Regular price QAR 55,00
Regular price Sale price QAR 55,00
Sale Sold out

في المساحة الفاصلة بین الخیال والواقع أحیاناً، وعلى تخومھما في أحیا ن أخرى، یبني محمد المطرفي أحداث
روایتھ "فنجان قھوة بصحبة جاك بریفیر" وقصة بطلھا، التي یتقاسمھا الحلم والیقظة. وھما، إلى جانب الخیال
.والواقع، أساس الروایة الممتدة على أزمنة مختلفة، وأماكن متعددة، واقعیة ومتخیلة
لذلك یبدو بطلھا، في واحدة من صفاتھ، أقرب إلى عداّءٍ لناحیة تنقلاتھ المستمرة، والخاطفة، بین ھذه الأماكن
والأزمنة التي تنُسب إلى الخیال والواقع والحلم، وتتوزع على الحیاة الیومیة المعاشة، والذاكرة، والمخیلة،
.والمؤلفات الأدبیة التي ترافق القارئ، بصحبة مؤلفیھا، حتى انتھائھم من قراءة الروایة
في ھذا الفضاء الذي لا یعرف الثبات على مظھر، أو الركون إلى حیز زمني ومكاني ثابت، یتناوب محمد
المطرفي وبطلھ على سرد قصة الأخیر. الذي تتداعى حیاتھ وعلاقاتھ الأسریة والزوجیة والاجتماعیة، بفعل
كابوس مریع یرى نفسھ فیھ یجُلد على ید مارد عملاق في سجن لا یعرف عنھ شیئاً، ولا لأي سبب ھو فیھ.
وبخلاف الأحلام العابرة التي لا یبقى منھا سوى مشاھد متفرقة، یطارد ھذا الكابوس بطل الروایة، یومیاً، إلى أن
.یھیمن على تفكیره وتصرفاتھ التي تبدو، مقارنة بغیره، تصرفات شاذة تثیر نفور الآخرین منھ
لا یجد بطل الروایة سبیلاً للخلاص من كابوسھ سوى تجنب النوم والھرب منھ. لكن الوقت الذي یقضیھ دون نوم،
یجعل منھ شخصًا انطوائیاً عدوانیاً شرسًا یتداخل عنده الخیال بالواقع، والحلم بالیقظة، بطریقة فوضویة لا
.یستطیع عندھا التمییز بین ھذه الثنائیات المتضادة التي تتقاذفھ على عرض الروایة
ھكذا، یتخیل نفسھ، في ضوء ھذه الفوضى، جالسًا برفقة الشاعر الفرنسي جاك بریفیر الذي استطاع محمد
المطرفي خلق حوارات ذكیة لامعة ولافتة بینھما حول شتى أمور الحیاة، وفي مقدمتھا الأدب عمومًا، والشعر
خصوصًا، إلى جانب الوحدة، والحزن، والبؤس، والوقت، والأرق الذي یتحول إلى نمط حیاة وأسلوب في العیش
.عند بطل الروایة
لیس جاك بریفیر وحده من یحضر في روایة محمد المطرفي، لكن حضوره ھذا ھو من یمھد الطریق لحضور
أدباء آخرین. فالأرق وما یترتب على محاولات البطل للھروب من كابوسھ، ثم حواراتھ المتخیلة مع الشاعر
الفرنسي، دفعھ إلى تألیف "معجم" جمع فیھ كل ما ھو ھامشي لا یلفت الانتباه في أعمال أدبیة مختلفة. فیأخذ، على
سبیل المثال، من روایتي "العطر" و"الحمامة" لباتریك زوسكیند، شخصیتین ثانویتین لیثبت لنا أنھما شخصیتین
.محوریتین رغم حضورھما الھامشي والعابر فیھما
لا یقتصر الأمر على الشخصیات الثانویة فقط، بل یشمل أیضًا الحیوانات والتفاصیل المادیة التي قلما ینتبھ إلیھا
القارئ رغم أنھا، على ما نراه في روایة المطرفي، تفاصیل محوریة في روایات مثل "الغریب"، و"مزرعة
الحیوانات"، و"شیطان أبد الدھر"، و"المنارة"، و"لیس لدى الكولونیل من یكاتبھ"، و"مذلون ومھانون"،
و"النفق"، و"لحن ماثوركا على میتین"، و"نمور كافكا"، وغیرھا من الأعمال الأدبیة التي تحضر في الروایة
بطریقة تجیب من خلالھا على سؤال: ماذا یستطیع الأدب؟